تعتبر صناعة المواسير البلاستيك واحدة من الصناعات التي إستطاعت أن تحقق خلال السنوات القليلة الماضية العديد من الإنجازات التي عجز عن تحقيقها الآخرون، كما نجحت في توفير إحتياجات مصر من المواسير لمختلف الأغراض من مواسير للشرب والصرف الصحي والري وغيرها من الإستخدامات، بل ونجحت في أن تتخطى آفاق السوق المحلية لتقوم بالتصدير إلى العديد من الأسواق العالمية .
وعلى الرغم من هذا إلا أن هذه الصناعة الواعدة لا تزال تواجه العديد من التحديات ولعل أهمها الإنتاج المقلد من المواسير أو ما يطلق عليه " صناعات بير السلم " بالإضافة إلى بعض العقبات الأخرى منها تذبذب أسعار المشتقات البترولية والتي تعتبر المكون الرئيسي للصناعة والإعتماد على إستيراد بعض المكونات من الخارج بالإضافة إلى ندرة العمالة الفنية المدربة من " السباكين " . أنواع المواسير البلاستيكية :
يتكون سوق المواسير في مصر من 3 أقسام رئيسية، الأول يشمل مواسير مياه الشرب والثاني يضم المواسير المستخدمة في شبكات الصرف الصحى والأخير خاص بمواسير الري. وبصفة عامة فإن سوق المواسير البلاستيك في مصر يتسم بوجود منافسة قوية من جانب المنتجين والمستوردين على حد سواء، وذلك نظراً لتعدد الماركات والعلامات التجارية مع تعدد الشركات المنتجة والمستوردة، ومع تزايد الطلب المحلي على المنتجات من المواسير نتيجة لتزايد السكان وإرتفاع وتيرة النمو العقاري خلال الأعوام الماضية .
القسم الاول – المواسير المستخدمة في توصيل شبكات مياه الشرب : إستمرت مصر لفترات طويلة في إستخدام المواسير المعدنية في توصيل شبكات مياه الشرب، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تطوراً في مجال شبكات مياه الشرب، وإعتماد شبه كلي علي المواسير المصنعة من البلاستيك، والتي تختلف أنواعها بإختلاف الغرض من إستخدامها.
القسم الثاني – المواسير المستخدمة في توصيل شبكات الصرف الصحي، وقد ظلت شبكات الصرف الصحي لفترات طويلة تعتمد علي المواسير الخرسانية العادية والمسلحة، وهي مواسير يستخدم فيها الأسمنت المقاوم للكبريتات وتصنع بطريقة الضغط او الطرد . إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تزايد الإقبال على المواسير البلاستيكية لمجموعة متنوعة من الأسباب العلمية والعملية .
القسم الثالث – المواسير المستخدمة في عمليات الري: تستخدم المواسير البلاستيكية في جميع شبكات الري الحديثة علي إختلاف أنواعها، خاصة بعدما أثبتت التجارب العلمية والعملية إقتصاديتها وسهولة إستخدامها، الأمر الذي دفع إلي إحلالها محل المواسير المعدنية، خاصة في ضوء المميزات المتعددة، وغالباً ما يتم تركيب المواسير البلاستيك المستخدمة في عمليات الري بإستخدام حلقات مطاط، أو بإستخدام مواد لاصقة، بما لا يسمح بأى تسرب، كما أن دخول مادة الكلورفينيل في تصنيع المواسير، وهي مادة تتميز بالنعومة، يؤدي إلي سرعة مرور السوائل داخل المواسير فيحدث لها تنظيف ذاتي.
مميزات المواسير البلاستيك :
يمتاز البلاستيك بالعديد من المزايا وبصفة عامة اجتماع العديد من الخصائص في المادة البلاستيكية الواحدة، فمثلا من الممكن أن تجتمع صفات : القوة، والمرونة، والصلابة، وخفة الوزن، والشفافية في آن واحد في مادة، مما يجعلها صالحة لعدة إستخدامات متباينة، يضاف إلى ذلك أن المواسير البلاستيك لها العديد من المميزات التي أدت إلى الإتجاه إلى إحلالها محل المواسير المعدنية أو الأسمنتية، وأهم تلك المميزات أنها لا تتأثر بالأحماض والقلويات أو الزيوت أو الأملاح كما لا تؤثر فى لون أو طعم أو رائحة أي سائل ولا تتفاعل معه والسطح الداخلي للمواسير البلاستيك ناعم وأملس، ولذلك لا تتكون به أي رواسب بالإضافة إلى أنها خفيفة الوزن مقارنة بالمواسير المصنعة من الصلب والأسمنت وتعتبر عازلاً كاملاً وكذلك تقاوم التآكل وأعطالها محدودة . وتمتاز بمقاومة الظروف الجوية حيث لا تتأثر نتيجة تعرضها للرياح أو الأمطار، كما أنها موفرة من الناحية الإقتصادية فتكلفة إنشاء وتركيب الشبكات أرخص من مثيلاتها من الأنواع الأخرى .
ومن أهم مميزات مواسير البلاستيك سهولة التركيب والنقل وتحمل الصدمات كما تتميز بالمرونة وعمرها الإفتراضي كبير يصل إلى 50 عاماً. و تم تأكيد هذا عملياً بعد الكشف عن أول خط مواسير بى فى سى تم تركيبة فى ألمانيا عام 1932 حيث تم الكشف عنه فى عام 1983 ووجدت المواسير محتفظة بنفس خواصها كما أكدتها الإختبارات المعملية التي يتم إجراؤها بصفة دائمة. وعلي الرغم من المزايا المتعددة للمواسير البلاستيك، إلا أنها بها بعض العيوب منها أنها لا تتحمل الأشعة فوق البنفسجية، والتي تغير من الخواص الكيميائية لجسم الماسورة فتصبح هشة سهلة الكسر، ويلاحظ ذلك من تغير لون الماسورة من الرمادي إلى الأبيض ولا تتحمل حرارة الشمس ولذلك لا تخزن في مخزن مكشوف حتى لا تسبب حرارة الشمس أنحناء في إستقامة الماسورة. وهو ما جعل جهود البحث العلمي تتجه نحو إنتاج مواد بلاستيكية إضافية تعالج هذه العيوب ، وتزيد من فاعلية استخدام البلاستيك .
تطور صناعة المواسير البلاستيك في مصر :
شهدت صناعة المواسير البلاستيك تطورات كبيرة خلال السنوات الماضية حيث اتجه حجم المعروض من المواسير البلاستيكية بوجه عام فى السوق المصرى إلى الارتفاع ، ويرجع ذلك بشكل أساسى إلى دخول نشاط صناعة المواسير البلاستيك ضمن أنشطة العديد من شركات تصنيع البلاستيك العاملة في السوق المصرى، الأمر الذى جعل الكميات المعروضة منها تتضاعف بشكل كبير، خاصة خلال السنوات الأخيرة. وبحسب إحصائيات هيئة التنمية الصناعية فقد بلغ حجم الإنتاج من المواسير البلاستيك في مصر مايقرب من 377 أ لف طن في عام 2010 مقابل 250 ألف طن في عام 2005 ، ويتركز معظم الإنتاج في مواسير المنتجة من مادة PVC يليها مواسير المياه المنتجة من مادة البولي البروبلين . ولا بد أن نشير إلى الدور الذي لعبه تغير أذواق وتفضيلات المستهلكين المصريين والاتجاه المتزايد نحو الاعتماد على المواسير البلاستيك في مختلف مجالات البناء والتشييد والصرف الصحي والنشاط الزراعي، وهو ما أدي إلى تنامي الطلب المحلي ليس هذا فقط ولكن وجود أسواق خارجية ساهم في دعم الطلب على هذه الصناعة ومن الجدير بالذكر أن حجم الصادرات المصرية من المواسير البلاستيك وصل إلى 1300 طن في عام 2009 .
التحديات:
يتواجه صناعة مواسير البلاستيك تحدياً رئيسياً يتمثل في الإنتاج المقلد من المواسير ، حيث إنتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الغش التجاري وقيام العديد من المصانع بتقليد إنتاج العديد من الشركات المصرية لشهيرة، ويرى خالد مدبولي الباحث الإقتصادي أن السبب الرئيسي يرجع ذلك إلى قيام البعض بشراء خطوط الإنتاج القديمة من أوروبا أو الصين وهى خطوط إنتاج تباع رخيصة ولا تحتاج إلى تجهيزات فنية كبيرة، ويمكن إقامتها فى أى مكان على أطراف المدن، خاصة أن العديد من الشركات المستخدمة لا تحتاج الى طبع ماركات معينة على المواسير البلاستيكية المعدة لأغراض الصرف الصحى أو مياه الشرب . ومن التحديات التي يقول مدبولي أن تؤثر سلباً على الصناعة الاعتماد على استيراد من المكونات الرئيسية للمواسير من الخارج ، حيث يتم الاعتماد بصورة مكثفة على استيراد المشتقات البترولية التي تدخل في صناعة مواسير البولي بروبلين ومواسير بي في سي ، كما أن اتجاه أسعار البترول ومشتقاته يؤدي إلى زيادة أسعار المنتجات البلاستيكية بصفة عامة والمواسير بصفة خاصة . كما أن غياب العمالة الفنية المؤهلة من السباكين المدربين على إستخدام أحدث التقنيات في مجال التركيبات الصحية يؤثر في قدرة الشركات على تسويق منتجاتها بصورة فعالة، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت قيام العديد من المصانع والشركات الكبرى بعمل دورات تدريبية للسباكين للتغلب على هذه المشكلة .
معرض PIPEX أول معرض مصري متخصص فى المواسير ومستلزماتها
تعتبر صناعة المواسير البلاستيك من الصناعات ذات التأثير الفعال فى الإقتصاد المصري، وذلك نظراً لتعدد مجالات إستخدامها، ولتميزها بالإبتكار والتجديد المستمر بل لا يوجد قطاع من القطاعات الإقتصادية يمكن أن يستغنى عن هذا الإنتاج البلاستيكى المتطور. وقد تطورت هذه الصناعة خلال السنوات الأخيرة وإستطاعت الشركات المصرية أن ترتقى بجودة المنتج المصرى لينافس بل ويتفوق على المنتجات المستوردة. وإستطاعت العديد منها أن تترك بصمات مميزة ليس فى السوق المحلى وحسب بل فى الأسواق العالمية.
ونظراً لتلك الأهمية المتزايدة لتلك الصناعة الواعدة وإرتباطها بالعديد من القطاعات وعلى رأسها القطاع العقاري فقد جاءت فكرة إقامة أول معرض مصري متخصص في مجال صناعة المواسير ومستلزماتها في مصر PIPEX ليضم تحت سقف واحد عمالقة صناعة المواسير في مصر والشرق الأوسط . شركات إنتاج المواسير البلاستيك لكافة الأغراض ) الشرب – الري – الصرف الصحي ( وشركات إنتاج الوصلات ومحابس المياه ..... الكل يساهم وبقوة فى نجاح هذا المعرض، لما لا فهو أول معرض متخصص فى هذا المجال فى مصر ولم يكن من السهل تجاهل وعلى مدار 4 أيام خلال الفترة من 19 حتى 22 نوفمبر 2014 يحتضن مركز القاهرة الدولى للمؤتمرات بمدينة نصر كبرى الشركات المصرية العاملة فى هذا المجال لتعرض للزائر المصرى والأجنبى أحدث إبداعاتها فى هذا المجال. واضعين أمام أعينهم هدفاً واضحاً هو رفع راية المنتج المصرى.
