اهم الاخبار

منذ نحو عشر سنوات أجرت مجلة فوكس استفتاءاً حول أهم 100 اختراع منذ نشأة البشرية حتى بداية القرن الحادي والعشرين ، وسألت فيه عددا كبيرا من الأفراد الذين ينتمون إلى فئات مختلفة، اعتبارا من العالم والمفكر إلى رجل الشارع البسيط. وقد ضمت قائمة الاختراعات عدداً كبيراً من الأشياء التي كان لها بالغ الأثر في حياة بني البشر ومنها الكمبيوتر والنار والانترنت والمطبعة والمضادات الحيوية والليزر والكهرباء والتليفون والطائرة والسيارة والدراجة وكلها بلا شك لعبت وتلعب دورا مؤثرا في حياتنا. إلا أن ما جاء على رأس قائمة الاختراعات كان مفاجأة بكل المقاييس ، فلم تشمل القائمة الزراعة على الرغم من أن الإنسان عرف الاستقرار منذ عرف كيف يزرع المحاصيل المختلفة، فقبل أن يتعلم الانسان الزراعة كان دائم التنقل سعياً وراء الصيد ، وحين عرف الزراعة قامت الحضارات الإنسانية الكبرى . ومن المدهش أيضاً خلو القائمة من اختراع البنج الذي بسببه تمكن ملايين المرضى من اجراء العمليات الجراحية من دون ألم. عزيزي القارئ لقد كانت المفاجأة الكبرى أن الذي تم اختياره ليكون الملك المتوج على عرش الاختراعات منذ فجر التاريخ هو: التواليت الصحي. نعم إنه التواليت وقد نشرت المجلة صورة هذا التواليت على مساحة صفحة كاملة متوجا كل الاختراعات! وقالت المجلة تبريرا لذلك انه قبل ان يعرف العالم هذا الاختراع كان الناس يقضون حاجتهم في اي مكان، سواء في الخلاء او اي ارض، مما كان يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة التي أودت بحياة الكثيرين وقالت المجلة: تصور مدينة مثل نيويورك او لوس انجلوس يقضي سكانها حاجتهم أينما يريدون؟! وأضافت المجلة أنه قبل ظهور او اكتشاف التواليت كان الإنسان يعاني معاناة شديدة في كل مرة يريد التخلص من بقايا عملية هضم الطعام او الشراب، وهي عملية تتكرر على مستوى الفرد الواحد أكثر من مرة كل يوم ويمارسها كل فرد. ولهذا فإنه إذا كان الكمبيوتر أو التلفون أو الإنترنت أو غيره من الاختراعات لها أهميتها في حياة البشر، فإن عددا من هذه الاختراعات لا يستخدمها كل واحد. فهناك من لا يملك السيارة ولم يركب الطائرة ولم يجلس أمام كمبيوتر او استخدم الانترنت. اما التواليت فليس هناك فرد واحد أيا كانت سنه أو مكانه لا يستخدمه وفي حاجة إليه .


أصل كلمة تواليت

كلمة تواليت كلمة إنجليزية الأصل تشير الى نوع من القماش او قطعة صغيرة منه ومازالت تستخدم للدلالة على نوع من المناديل . وقد مرت معاني الكلمة بتحولات عديدة ففي أحد الفترات كانت تطلق على القماش الذي يستخدم لتزيين المناضد ثم غدت مصطلحا لأدوات النظافة والزينة وتحولت لتغدو عملية التزين اثناء استقبال الضيوف ثم صارت تعني غرفة تبديل الملابس نفسها وتحولت لتعني اي نوع من الغرف الخاصة قرب غرفة النوم ثم استعملت لتعني غرفة لغسل اليدين والوجه ثم صارت تعني الحمام أو المكان الذي يقضي به الإنسان حاجته . وقد بدأ اختراع أول تواليت صحي حديث على يد السير جون هارينجتون عام 1596، وقد أطلق عليه WC وذلك اختصار لكلمتي Water Closet وكانت الفكرة من البداية عبارة عن مقعد و«سلطانية» وماء. وكان يوجد خارج المنزل .


تاريخ التواليت

هناك من يرجع الأفكار الأولى لاختراع التواليت إلى العصور القديمة وتحديداً إلى نحو 2800 عاماً حيث اخترع أحد ملوك تكريت نظاماً لتصريف الفضلات Flushing System وهناك من يرى أن التواليت قد أكتشف بواسطة الصينين حيث تشير الحفريات إلى وجود حمامات في أحد القلاع القديمة في الصين . ويرى آخرون أن الرومان هم أول من اخترعوا نظاماً للصرف الصحي وكان ذلك قبل نحو 206 من ميلاد المسيح عليه السلام . وأياً من كان صاحب الفضل في هذه الفكرة ، فإن السير جون هارينجيتون قد أخترع أول تواليت حديث بنظام لتصريف الفضلات وذلك في عام 1596 وقد أعجبت الملكة إليزابيث الأولى ملكة بريطانيا بالفكرة وطلبت من المخترع إنشاء عدة غرف للتواليت بقصر ريشموند . وقد مرت 200 عام تقريبا الى ان قام جوزيف براهما وهو نجار وصانع اقفال حديدية باختراع المرحاض المتدفق الحديث عام 1778 ولكن النماذج الاولى منه لم تعمل بشكل جيد بل ربما بشكل معاكس في بعض الاحيان حيث كانت الغرفة تمتلىء في بعض الاحيان الى الدرجة التي كان يتمنى صاحب المنزل المذعور لو انه تخلص منها . لكن الى ان تم ابتكار الانابيب التي على شكل U ومحبس الماء وهو ذلك الخزان الصغير الذي يعيد الماء الى قاع التواليت بعد كل استعمال فان كل احواض التواليت كانت تعمل كقناة لروائح البالوعة حيث انها كانت تسرب الروائح التي لا تطاق خصوصا في الطقس الحار وقد حلت تلك 1910 ) الذي ولد لأسرة فقيرة في يورك شاير واكتسب سمعة مبكرة في لندن وهو بعمر 11 عاما حيث اخترع الشكل الكلاسيكي للمرحاض المكون من خزان صغير وسلسلة سحب تحتوي على مانع للتسرب ومياه صرف صحي نظيفة خالية من الرائحة وموثوق بها. ويعتبر فندق Tremont بمدينة بوسطن الأمريكية أول فندق في العالم ينشأ حمامات صحية ونظاماً متكاملاً للسباكة وذلك في عام 1825 حيث قام بإنشاء 8 حمامات ، ومنذ بداية القرن التاسع عشر بدأ إداراك الحكومات لأهمية وجود نظام متكامل للصرف الصحي وأهمية وجود المراحيض في كافة المنازل وذلك كأحد الوسائل للقضاء على الأمراض وزيادة رفاهية الإنسان.


 التواليت في السنوات الأخيرة

 أصبح اهتمام شركات الأدوات الصحية منصباً خلال السنوات الأخيرة على تقديم كل ما هو جديد في مجال التواليت وذلك بهدف زيادة راحة ورفاهية المستهلك والوصول بها إلى الحد الأقصى . وأضحت الشركات العالمية تحرص على توفير عنصرين لا غنى عنهما في أي حمام وهما المتانة والتصميم العصري الملائم . وفيما يتعلق بالمتانة فقد حرصت الشركات على الاستعانة بخامات ذات صلابة عالية مثل الحديد الزهر وتلا ذلك زيادة الاعتماد على اللدائن والإكريليك . ويوماً بعد آخر تدخل العديد من المواد الجديدة في صناعة أطقم الحمامات . أما على صعيد انسيابية التصميم فحدث ولا حرج فالشركات تقدم تصميمات تتناسب مع كافة المساحات الكبيرة والصغيرة على السواء . كما تقدم التصميمات التي تتوافق مع كافة الاحتياجات سواء السكنية أو الفندقية أو العامة وكذلك الحمامات التي يتم تصميمها لفئات بعينها مثل ذوي الاحتياجات الخاصة . كما أصبحت الشركات الكبرى تستعين بشركات متخصصة في تصميم موديلات الحمامات . وفي العدد السابق من المجلة عرضنا باستفاضة لتجربة ARTEFAKT والذي يعتبر أحد المكاتب الفنية ذات الخبرة الرائدة في مجال التصميم الفني والذي تستعينبه العديد من كبرى شركات الأدوات الصحية في العالم . كما أصبحت الشركات تحرص على تقديم حلول عملية لبعض المشكلات الاقتصادية والمجتمعية وعلى رأسها ترشيد المياه والحرص على تقليل الماء المهدر في عمليات تصريف الفضلات Flushing Systems .

ICS Magazine is a publication by Climax Creation Advertising

النشرة البريدية

تواصل معنا